في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. آلة القمع تغتال 64 صحفياً حول العالم في 2022
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. آلة القمع تغتال 64 صحفياً حول العالم في 2022
تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بات عام 2022 واحدًا من أكثر الأعوام التي شهدت استهدافا للصحفيين في مختلف أنحاء العالم، ليسجل مقتل 64 صحفيا في 22 دولة.
ويحيي العالم، اليوم الدولي لحقوق الإنسان، في 10 ديسمبر من كل عام، إحياءً لذكرى اليوم الذي اعتمدَت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948.
وتحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة هذا العام تحت شعار "الكرامة والحرية والعدالة للجميع"، للدعوة إلى العمل والدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان.
ووفق أحدث إحصاء أعدته لجنة حماية الصحفيين الدولية (غير حكومية، مقرها نيويورك) حصد عام 2022 أرواح 64 صحفيا جراء إطلاق نار سواء من جماعات مسلحة أو في نزاعات دولية.
وخلال العام الجاري، شهدت سوريا والصومال واليمن وفلسطين، مقتل 5 صحفيين، كانت أبرزهم الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبوعاقلة.
وفي 11 مايو 2022، لقيت أبوعاقلة (51 عاما) حتفها برصاص القوات الإسرائيلية أثناء تغطيتها اقتحام الجيش مخيم جنين بالضفة الغربية، في واقعة أثارت غضبا عربيا ودوليا واسعا.
وتقاسمت المكسيك وأوكرانيا قائمة الدول ذات أعلى معدلات قتل للصحفيين في العالم بمقتل 15 صحفيا لكل منها، تليهما جمهورية هايتي بمقتل 6 صحفيين.
وجاءت الفلبين في المركز الثالث بمقتل 4 صحفيين، وتشاركت في المرتبة الرابعة 5 دول وهي ميانمار والبرازيل وتشاد وبنغلاديش والهند بواقع مقتل صحفيين اثنين لكل منها.
وقتل صحفي واحد في 9 دول وهي: كينيا وهندوراس وتشيلي والإكوادور وتركيا والولايات المتحدة وكازاخستان وغواتيمالا وكولومبيا، بحسب المصدر ذاته.
وشهد عام 2022 ارتفاعًا لافتًا في معدل قتل الصحفيين بالعالم بنسبة تصل إلى 42 بالمئة، مقارنة بالعام السابق عليه 2012 والذي شهد مقتل 45 صحفيا.
ووجد مؤشر اللجنة الدولية للإفلات من العقاب لعام 2022 أن الغالبية العظمى من قتلة الصحفيين يواصلون الإفلات من العقاب في مختلف دول العالم.
وأظهر المؤشر أن نحو 80 بالمئة من جرائم قتل الصحفيين انتقاماً منهم على عملهم التي جرت خلال العقد الماضي (2012-2022) وبلغ عددها 263 جريمة، لم يواجه مرتكبو تلك الجرائم أي عقوبة.
وأوضح أن الصومال احتل أسوأ مرتبة على المؤشر للسنة الثامنة على التوالي، يليه كل من سوريا وجنوب السودان وأفغانستان والعراق بالترتيب.
وتقول لجنة حماية الصحفيين، إن "تاريخ هذه البلدان في النزاعات وانعدام الاستقرار السياسي وضعف سيادة القانون يرسّخ الطبيعة المستمرة للإفلات من العقاب".
وتوضح أن المكسيك تمثل إحدى أفظع حالات الإفلات من العقاب، حيث تم توثيق 28 جريمة قتل ضد صحفيين ولم يُكشف عن مرتكبيها خلال السنوات العشر الماضية، وذلك أكثر من أي بلد آخر على المؤشر في النصف الغربي من الكرة الأرضية.
وللمرة الأولى، ظهرت ميانمار على مؤشر عام 2022 إذ احتلت المرتبة الثامنة، ما يعكس انضمام هذا البلد لصفوف البلدان التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم.
وفي أعقاب الانقلاب العسكري في ميانمار فبراير 2021، قام النظام العسكري الحاكم بسجن عشرات الصحفيين واستخدام قوانين طاغية تتعلق بمناهضة الدولة ونشر أخبار كاذبة بغية قمع الإعلاميين.
ومؤخرا أطلقت لجنة حماية الصحفيين بالتعاون مع منظمات شريكة، عدة مبادرات لمكافحة الإفلات من العقاب في جميع أنحاء العالم، أحدها باسم "عالم أكثر أمناً من أجل الحقيقة"، والتي تهدف إلى التحقيق في قضايا قتل الصحفيين والكشف عن معلومات جديدة والمطالبة بإعادة فتح الإجراءات الجنائية المحلية بشأنها.
بدوره، قال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين بنيويورك شريف منصور، إن العام الجاري شهد تصاعد غير مسبوق في ارتكاب الانتهاكات ضد الصحفيين في العالم.
وأوضح منصور في تصريح لـ"جسور بوست"، أن استمرار الصراع في أوكرانيا وانتشار العصابات المسلحة في المكسيك وغيرها في بعض دول العالم، جعل من قتل واستهداف الصحفيين هدفا خلال هذا العام.
وأضاف: "هناك أيضا تزايد غير مسبوق في معدلات سجن الصحفيين وتجريم العمل الصحفي على مدى الخمسة أعوام الماضية، لا سيما في الصين وميانمار وتركيا وغيرها".
ومضى منصور قائلا: "منطقة الشرق الأوسط تعد من أكثر المناطق حول العالم في استخدام أجهزة التنصت والتجسس والرقابة الإلكترونية، لملاحقة الصحفيين داخل وخارج الحدود واستهداف منصات التواصل الاجتماعي".